الجهاد في سبيل الله لغةً واصطلاحاً

دراسات إسلامية

الجهاد في سبيل الله لغةً واصطلاحاً

(2/2)

بقلم : الأستاذ أشرف شعبان أبو أحمد / جمهورية مصر العربية (*)

والإسلام يأمرنا بإعداد القوى قال تعالى ﴿وَأعِدُّوْا لَهُم مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوّةٍ ومن رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُوْنَ بِه عَدُوَّ اللهِ وَعَدُوَّكُمْ﴾ سورة الأنفال آية 60 ويأمرنا أن نكون على حذر دائم من أعداء الإسلام، لا نأمن لسلمهم ولا نستكين لسكونهم، قال تعالى (وخُذُوْا حِذْرَكُمْ) سورة النساء آية 102 فأعداء الله وأعداء الإسلام والمسلمين أقصى أمانيهم أن يضع المسلمون سلاحهم، ويتركوا جهادهم، ويغفلوا عن تحرير أوطانهم وأنفسهم، ويتجهوا إلى متاع الدنيا وشهواتها، كما قال تعالى ﴿وَدَّ الَّذِيْنَ كَفَرُوْا لَوْ تَغفُلُوْنَ عَنْ أَسْلِحَتِكُمْ وأَمْتِعَتِكُمْ فَيَمِيْلُوْنَ عَلَيْكُمْ مَيْلَةً وَاحِدَةً﴾ سورة النساء آية 102 وسيظل أعداء الله منتظرين مترقبين هذه الفرصة، مهما رفعوا من شعارات، ونادوا بمبادئ تدعو لحرية التدين، فهدفهم محاربة الإسلام، وإبعاد المسلمين عن دينهم، وسيزالون يسعون لذلك وبشتى السبل، وهذا ما وضحته لنا الآية الكريمة في سورة البقرة آية 217 ﴿وَلاَ يَزَالُوْنَ يُقَاتِلُوْنكُمْ حَتّٰى يَرُدُّوْكُمْ عَنْ دِيْنِكُمْ إِن اسْتَطَاعُوْا﴾ ولهذا يجب على المسلم أن يكون في حالة استعداد دائم لمجابهة أعداء الإسلام وألا يترك سلاحه إلا في الضرورة القصوى، قال تعالى ﴿وَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِنْ كَانَ بِكُمْ أَذًى مِّنْ مَطَرٍ أَوْ كُنْتُمْ مَرْضَىٰ أَنْ تَضَعُوْا أَسْلِحَتَكُمْ﴾ سورة النساء آية 102 ولا يقتصر التدريب والإعداد على الجيش النظامي فقط بل هي مسؤولية كل فرد مسلم، وعلى الجيش النظامي تدريب أفراد الشعب كله على فترات منتظمة دورية، حتى يمكن للشعب كله أن يكون جيشا بأسره عند اللزوم، وهذا ما كان يحدث في العهد الإسلامي الأول...(1) ولو حبذا أن يكون هناك جيش مشترك من أبناء الدول الإسلامية أجمع، ويكون هو بمثابة قيادة لسائر جيوش الأمة. ولا يبطل الجهاد في سبيل الله أو يلغيه، تكاثر الأعداء وزيادة أعدادهم وقوتهم، فالجهاد فريضة على المسلمين حتى ولو كان عدد أعدائهم أضعاف عددهم، فإنهم ينتصرون بعون الله وتأييده، وإن الواحد منهم كفء لعشرة من الأعداء، وكفء لاثنين في أضعف الحالات، إذن لا ننتظر تكافؤ القوى الظاهرة بين المؤمنين وعدوهم، فحسب المؤمنين أن يعدوا ما استطاعوا من قوة، وأن يثقوا بالله، وأن يثبتوا في المعركة، ويصبروا عليها، وفيما رواه الشيخان، عن أبي موسى، في بيان تسمية غزوة ذات الرقاع، بذلك الاسم، لصورة واضحة، على مدى ما كان يتحمله أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، في تبليغ رسالة ربهم والجهاد في سبيله، لقد أوضحت الصورة أنهم كانوا ينقصهم العتاد والعدة والمؤن، فقد كان الستة أو السبعة منهم يتبادلون ركوب يعير واحد في قطع مسافة بعيدة وشاقة، حتى نقبت أقدامهم من طول السير، وتساقطت أظافيرهم مما اصطدمت بالحجارة والصخور، فلم يجدوا إلا الخرق يلفونها عليها الواحدة فوق الأخرى، فسميت بالرقاع، ومع ذلك فما ضعفوا أو استكانوا، ولم ينحيهم ذلك عن أداء رسالتهم ورسالة الدعوة إلى الله والجهاد في سبيله.

وقد حث الإسلام على صناعة السلاح، فجعلها من الأعمال التي يثاب عليها المسلم، قال – عليه الصلاة والسلام – (إن الله يدخل ثلاثة نفر الجنة بسهم واحد صانعه يحتسب في صنعته الخير والمرامي ومنبله)...(2) وقد أصبحت صناعة السلاح صناعة عالمية تدر الملايين بل البلايين على أصحابها، ولكنها على العكس من ذلك في بلادنا فقد تحولت من مصدر ثراء ورزق للدول الإسلامية إلى مصدر إجهاد لميزانية الدولة وبالتالي ضيق رزق لأبنائها. يؤكد الاتحاد الأمريكي لحقوق الإنسان والتنمية الاجتماعية، أن العالم كان ينفق في منتصف الثمانيات من القرن الماضي على التسليح مبلغ ألفى مليون دولار كل 24 ساعة، وأن ثلاثة أرباع هذه الأسلحة تشتريها دول العالم الثالث، «التي تئن من الفقر وتتلوى من الجوع». وأنّه بثمن صاروخ واحد عابر للقارات يمكن تزويد 50 مليون طفل يتضورون جوعا في أفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية بالغذاء، هذا إلى جانب تشييد 65 ألف مركز طبي و 34 ألف مدرسة ابتدائية، وبثمن طائرة قاذفة نووية يمكن أن يقام 75 مستشفى سعة الواحد منها مائة سرير، وبثمن غواصة ذرية يمكن تشييد 40 ألف مسكين شعبي...(3) إن برامج سباق التسليح الذي بلغ عام 1988م حوالي 900 مليار دولار، بهذا المبلغ يمكن تشييد 1800 مدرسة، تتسع إلى 200 مليون تلميذ، و 180 مليون شقة سكنية، 90 ألف مستشفى، واستصلاح 450 مليون هكتار من الأراضي، بإمكانها إطعام 2 مليار إنسان...(4) بلغ مجموع ما أنفق على غزو الفضاء من عام 1957م إلى عام 1982م حوالي 32 مليار دولار منها 15 مليار أنفقتها الولايات المتحدة الأمريكية و 15 مليار أنفقها الاتحاد السوفيتي و 2 مليار أنفقتها الدول الأخرى، ويتضاعف هذا الأنفاق مع مرور الأيام والسنين، وتخصص معظم الأقمار الصناعية التي تدور حول الأرض للأغراض العسكرية...(5) وأشار تقرير لمنظمة اليونسكو العالمية، إلى أن العالم سينفق ما يزيد على الخمسة آلاف مليار دولار على التسلح خلال السنوات العشر المقبلة، وهو ما يساوي الدخل القومي لكل دول العالم الثالث، وأن توجيه أو تخصيص 10٪ من هذه النفقات لمحاربة الجوع، سيقضي عليه خلال بضع سنوات، وأن أي تخفيضات طفيفة في الإنفاق على التسليح يؤدي غلى زيادة كبيرة في الإعانات التي يمكن تقديمها للدول النامية...(6) ففي حالة الولايات المتحدة الأمريكية فإن تقليص الموازنة العسكرية بنسبة 1٪ يمكن أن يطلق زيادة للإعانات الرسمية الخارجية بنسبة 29٪ بينما يسمح تحويل 1٪ من النفقات العسكرية السوفيتية بتعزيز الإعانات الخارجية لموسكو بزيادة قدرها 39٪...(7) هذا وأن ما ينفقه العالم على البحوث العسكرية يزيد على ما ينفقه في البحوث الطبية، ومقاومة الأوبئة، ويفوق بعدة مرات ما ينفقه من بحوث لحل أزمة الطاقة...(8) ومما لا شك فيه أن تجارة السلاح مربحة جدًا للدول الصناعية الكبرى، ولكن الذين يدفعون الثمن هم فقراء العالم في الدول النامية المتخلفة، فهناك من هذه الدول ما يخصص لتسليح نفسها نسباً ضخمةً من دخلها القومي، وبطريقة غير متناسبة مع حقيقة حاجاتها الدفاعية الصرف، وهذه النسبة قد تبلغ أكثر من أربعة أو خمسة أضعاف ما تخصصه بعض الدول الغربية للغرض نفسه...(9) وبإلقاء نظرة على سياسة الإنفاق العسكري في المنطقة العربية طبقا للتقرير السنوي العسكري لمعهد الدراسات الاستراتيجية الدولي بلندن نجده كالآتي:

العام	الناتج المحلي الإجمالي للمنطقة العربية مليون دولار	نفقات الأمن مليون دولار	النسبة المئوية
1984	375,997	67,576	17٪
1985	283,386	68,277	17,6٪
1989	404,521	40,479	10٪

وبإلقاء نظرة على مشتريات السلاح العربي في الفترة بين عامي 83-1987م طبقا لما نشرته وكالة الحد من الأسلحة ونزع السلاح، يشكف الترتيب التالي: العراق 30 مليار دولار، السعودية 18،5 مليار دولار، سوريا 10،5 مليار دولار، مصر 8 مليارات دولار، ويعتبر الاتحاد السوفيتي المصدر الرئيسي للسلاح في المنطقة العربية يليه الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا والصين. ومن الجدير بالذكر أن المعهد الدولي لأبحاث السلام في باريس، أعد تقريرًا ذكر فيه: أن ميزانية الدفاع في العراق وصلت إلى 80 مليار دولار، بينما ميزانية الدفاع في فرنسا بلغت 68،6 مليار دولار، وفي بريطانيا 69،5 مليار دولار، وفي ألمانيا الغربية 41،3 مليار دولار وهذا خلال العشر سنوات الماضية...(10) وتستورد دول الشرق الأوسط أسلحة أكثر مما تستورده أية مجموعة دول أخرى، وتؤكد وكالة الحد من التسليح ونزع السلاح التابعة لوزارة الدفاع الأمريكية في تقريرها عام 1989م عن الإنفاق العسكري العالمي ونقل الأسلحة، أن الشرق الأوسط كان أكبر أسواق السلاح والمعدات العسكرية في العالم طوال العقد الماضي، وأن قيمة الأسلحة المستوردة في المنطقة بلغت 15 بليون دولار عام 1988م وهذا الرقم يمثل 9،30٪ من الاستيراد العالمي للسلاح، وتأتي في الترتيب بعد الشرق الأوسط منطقة شرق آسيا التي استوردت 14،7٪ من الأسلحة، بينما استوردت بلدان جنوب آسيا 12،8٪ وأفريقيا 10٪ واستوردت دول حلف شمال الأطلسي الأوربية 9،8٪ ودول حلف وأرسو 6،1٪ وتوزعت 7،5٪ على بقية دول العالم...(11) مما سبق يتبين أن الدول الإسلامية تنفق الملايين على التسليح واستيراد أسلحة، كما لا ينقصها الرجال، ومع ذلك لم يصل إلى أسماعنا قيامها بفريضة الجهاد، وتحركها لجيوشها، وتحقيقها لانتصارات عسكرية، بل العكس من ذلك هو الذي يحدث، حيث يضطهد المسلمون وتباد مدنهم وقراهم، وهذا لأن الإنفاق على التسليح واستخدام هذه الأسلحة، يتجه إلى غير وجهته الصحيحة، حيث يتجه إلى الأمن الشخصي لرئيس الدولة، بل يتعدى هذا البند حدوده ليمتص جزء لا بأس به من ميزانية الدول، فهم يبددون ميزانية دولهم وينفقونها على إعداد حرس خصوصي وقوات عسكرية ومرتزقة تدهم من بقائهم في الحكم، وتحافظ على كرسي العرش ملكاً لهم، ولذا نسمع ونرى عن جهات لأمن النظام متعددة، وفي هذا يتفوقون حتى على الدول المتقدمة، وهم يعلمون إذا جاء أجلهم فلا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون، وسيأتيهم الموت ولو كانوا في بروج مشيدة، وكم من زعيم لم تمنع جيوشه الموت عنه، وأن إقامة العدل تعفي الحاكم من كل هذا، وتجعله آمنًا على نفسه، ويعيش كبقية الرعية، بل ويمكنه أن يستلقي على ظهره تحت أي شجرةٍ في الطريق العام، كما فعل سيدنا عمر بن الخطاب، فجاء من يقول له عدلت فأمنت فنمت يا عمر. ومنذ بدء رسول الله صلى الله عليه وسلم، بالدعوة جهرًا إلى الإسلام وحتى وفاته، لم تحك لنا كتب التاريخ والسيرة، أنه استقدم خبراء الأمن من الخارج لحمايته، أو أنه جند لذلك الآلاف من البشر لحمايته، وجهزهم بأحدث الأجهزة والأسلحة، ووضعت تحت أيديهم وتصرفهم ميزانية الدولة أجمع، وكان عليه الصلاة والسلام رغم كل المخاطر التي كانت تحيط به، ورغم تعدد أعداء الإسلام والمسلمين، يسير في حياته وحتى بدء السرايا والغزوات ومراسلة الملوك كأي مسلمٍ عادي، وجاء أبوبكر الصديق وبدأت الحروب من داخل الصف المسلم، حيث انشق مانعو الزكاة والمنافقون، ومن بعده عمر بن الخطاب، حيث اتسعت الفتوح الإسلامية، ورغم كل ذلك لم يتكبر أي منهما، ولم يستغل تلك الظروف لتدعيم حراسته، حفاظاً على شخصيهما من الأعداء، وقتل عمر بن الخطاب، فلم تنقلب الدولة، ولم يتهدم كيانها السياسي، ولم تتحول عن الإسلام، بل ظل الإسلام كما هو، وظل المسلمون كما هم، يؤدون ما عليهم من فرائض وواجبات، واستمرت الفتوحات كما هي، واستمرت الدعوة الإسلامية تنتقل من بلد إلى آخر تكسب مسلمين جددًا هنا وهناك، وجاء عثمان إلى الحكم، فلم يخش من تكرر ما حدث لسلفه، فلم يشدد حراسته، وعاش هو الآخر، وحادثة مقتله ليست ببعيدة عن الناس، وكيف أنه فدى الأمة الإسلامية وتماسكها ووحدة صفها بنفسه وروحه، وجاء علي بن أبي طالب، وقتل هو الآخر، ولم تتغير سياسة الدولة، ولا انتماءها إلى الإسلام، ولم تتخذ غير الإسلام دستورًا ومنهجاً لها، واستمرت أحوال المسلمين كما هي، واستمرت الفتوحات الإسلامية وظلت راية الإسلام ترفرف عاليةً، وهي تنتقل من بقعةٍ إلى أخرى، ليصل الإسلام إلى كل أطراف المعمورة، أما الآن فلا فتوحات إسلامية، ولا كلمة للإسلام تعلو في أي دولةٍ تُسمى إسلامية، ولا حكم للإسلام يطبق، ولا حتى هذه الدول تكفي نفسها وتسد حاجاتها، بل أن الفقر والجوع يضيقان خناقهما عليها، ومع ذلك تجند ميزانية الدولة لحماية شخص رئيسها. وعلى سبيل المثال: ارتفع عدد جنود الأمن المركزي في مصر من 130 ألف جندي عام 59/1960م إلى 451 ألف عام 88/1989م كما ارتفعت قيمة المبالغ المنصرفة سنوياً على التجهيزات الأمنية من قنابل غازية خانقة ومسيلة للدموع وهروات وطلقات مطاطية وذخيرة حية وغيرها من 4 مليون جنيه عام 69/1970م إلى 13 مليون جنيه عام 88/1989م...(12) والأمن المركزي هو أحد أفرع قوات الشرطة المتخصصة في حماية النظام، والتي هي فروع عديدة ومتعددة وتختلف مسمياتها من دولة إلى أخرى. كما يتجه الإنفاق على التسليح واستخدام الأسلحة المستوردة إلى تمويل وإشعال نار الحروب الأهلية بين سكان المجتمع الواحد وهي أصل البلاء وسبب تفاقم حدة المجاعة في هذه الدول، كما حدث في موزمبيق حيث قامت قوات التمرد التي تدعمها وتمولها وتسلحها حكومة جنوب أفريقيا، بحرق المزارع والمحاصيل في محاولتها انتزاع السلطة من الشرعية. وفي أنغولا قامت قوات المعارضة إلى جانب حرق المزارع، ببث الألغام، التي تحصل عليها من أمريكا وجنوب أفريقيا في أغنى المناطق الزراعية مما يحرم استغلالها. وفي السودان تم تسليح قبائل البجارة ليحاربوا قبائل الدنكا في الجنوب ووقعت مجزرة وأفقرت أغنى منطقة زراعية في السودان وهلكت المواشي التي كانت تشتهر بها. وأمر الحرب الأهلية في إثيوبيا معروف وكوارثها معروفة أكثر، ومنع المعونات الدولية من الوصول إلى الضحايا أصبحت رائحته تزكم الأنوف. وفي ليبيريا وإن كان الأمر قد استقر في العاصمة منروفيا إلا أن باقي الدولة يسوده النهب والجوع للأهالي المساكين. وفي كل أو معظم تلك الدول يجند كل قادر لحمل السلاح وللقتال إما في صف الحكومة أو ضدها...(13) كما يتجه الأنفاق على التسليح واستخدام الأسلحة إلى إشعال نيران الحرب بينها وبين جيرانها من الدول، ونخص بالذكر هنا العراق، حيث خاضت ثمانية سنوات من الحرب مع إيران، وعندما وضعت الحرب أوزارها بعد أن تكبد الشعب العراقي عشرات المليارات من الدولارات بجوار الآلاف من القتلى والجرحى، تجد حكومته تتسبب في إشعال نار الحرب مع دولة مسلمة أخرى من جيرانها ألا وهي الكويت، وتتسبب في الحرب المعروفة بحرب الخليج أو أزمة الخليج، وقبل الدخول في تفاصيل خسائر حرب الخليج، نشير إلى أن هناك بوادر خلاف بين أكثر من دولة إسلامية وقد يؤدي يوما ما إلى إشعال الحروب بينهما، مثال ليبيد ضد تشاد، الأردن ضد سوريا، سوريا ضد لبنان، العراق ضد إيران، باكستان ضد أفغانستان، الهند ضد باكستان، إندونيسيا ضد ماليزيا، مصر والسودان، المغرب والجزائر أو بين جيرانهما، السعودية وإمارات الخليج. وقد أعد العراق ودول الخليج، أكبر مخزن للسلاح في العالم قبل أزمة الخليج، وللأسف لم تتجه هذه الأسلحة للعدو الحقيقي للإسلام، ولكنها اتجهت إلى أبناء الإسلام، فالعراق حصل على 46،4 مليار دولار من دول الخليج خلال الفترة من 1980 إلى عام 1990م خصصها للتسليح بجانب 65،5٪ من إجمالي الناتج القومي، أما دول الخليج فكانت تنفق نحو 187 مليونا و 200 ألف دولار في اليوم الواحد عام 1989م للإنفاق على التسليح أي 130 ألف دولار في الدقيقة الواحدة...(14) وتشير البيانات إلى أن تكلفة حرب الخليج وإعادة تعمير ما أتلفته الحرب، وصل إلى ما يقرب من مائتي مليار دولار أو ما يزيد عن ذلك، وهو رقم مساوي لحجم ديون العالم الثالث كله، ويفوق ميزانية عدة دول، كما أن هناك عدة دول خسرت وتأثرت اقتصادياتها سلبيا نتيجة هذه الأزمة، وهكذا فإن بعض الدول تنفق الملايين على الأسلحة، ولديها الرجال والعتاد لإقامة فريضة الجهاد، ولكنها تنفق هذه الأسلحة وتسفك دماء أبنائها في حروب لا تمت للإسلام بشيء. قدرت وزارة الدفاع الأمريكية الكلفة الإجمالية لحرب الخليج بـ61،1 مليار دولار منها 43،1 سددها الحلفاء...(15) واستهلكت حرب العراق وإيران طبقا لتقدير معهد سيبري بالسويد ما بين 5،168-203،6 مليار دولار على بند واحد اسمه الأسلحة الرئيسية...(16)

* * *

المراجع:

التنمية الاقتصادية في المنهج الإسلامي عبد الخلق الشكيري ص147-148.

عوامل الإنتاج في الاقتصاد الإسلامي حمزة الجميعي الدموهي ص68.

مجلة رسالة الجهاد العدد 88 مايو عام 1990م ص 105.

مجلة دنيا العرب العدد 68 السنة 7 أغسطس عام 1990م محرم 1411هـ.

عوامل الإنتاج في الاقتصاد الإسلامي حمزة الجميعي الدموهي ص72.

مجلة الكفاح العربي العدد 667 السنة 18 الإثنين 13 مايو عام 1991م.

مجلة العالم العدد 331 السبت 16 يونيو عام 1990م الموافق 22 ذوالقعدة عام 1410هـ.

عوامل الإنتاج في الاقتصاد الإسلامي حمزة الجميعي الدموهي ص356.

مجلة الدولية العدد 44 السنة 1 الاثنين إبريل عام 1991م.

مجلة الأهرام الاقتصادي العدد1159، 11/أبريل عام 1991م.

جريدة الحياة العدد 10168 الثلاثاء 4 ديسمبر عام 1990م الموافق 17 جمادى الأولى 1414هـ.

جريدة الشعب العدد (575) الثلاثاء 4 ديسمبر عام 1990م الموافق 16 جمادى الأولى 1411هـ.

مجلة الحوادث العدد 1784 الجمعة 11 يناير عام 1991م.

مجلة الكفاح العربي العدد 657 الاثنين 4 مارس عام 1991م.

مجلة منار الإسلام العدد 2 صفر عام 1412هـ الموافق 11 أغسطس عام 1991م.

مجلة العربي العدد 382-394 سبتمبر عام 1991م الموافق صفر عام 1412هـ.

* * *